للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذان الحديثان لو ثبتا لكان معنى النّسيان فيهما الإعراض عن العمل لا نسيان الحفظ؛ لما شرحناه قبل؛ ولأنّ حفظ الآية أو السّورة عن ظهر قلب ليس بواجب، فكيف يكون فواتها بالنّسيان الّذي لا ينفكّ عنه البشر أعظم الذّنوب؟ فأين النّفاق والموبقات وسائر الكبائر، وكلّها توجد في الأمّة؟ هذا ممّا لا يجري على الأصول، ولا ينضبط مع صريح المعقول.

ولم يجعل الله العصمة من نسيان بعض حفظ القرآن حتّى لرسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف بسائر أمّته؟ كما قال تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلَّا

ما شاءَ اللَّهُ* [الأعلى: ٦ - ٧]، هذا مع ما آتاه الله من جمع القرآن له في صدره، كما قال:


= أخرجه عبد الرّزّاق (رقم: ٥٩٨٩) وأبو داود (رقم: ١٤٧٤) والخطيب في «أخلاق الرّاوي» (رقم: ٨٥) وابن عبد البرّ في «التّمهيد» (١٤/ ١٣١ - ١٣٢).
وقال مرّة: عيسى بن فائد عن رجل عن سعد، ومرّة: عيسى عمّن سمع سعدا.
أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٢٩٩٨٦) وسعيد بن منصور في «فضائل القرآن» من «سننه» (رقم: ١٨) وأحمد (٥/ ٢٨٤، ٢٨٥) والدّارميّ (رقم: ٣٢١٩) وأبو عبيد في «الفضائل» (ص: ٢٠٢) و «غريب الحديث» (٣/ ٤٨) وعبد بن حميد (رقم:
٣٠٦) والحربيّ في «غريب الحديث» (٢/ ٤٢٨) والبزّار (رقم: ١٦٤٢ - كشف) وابن نصر في «قيام اللّيل» (ص: ١٦٢) والطّبرانيّ في «الكبير» (رقم: ٥٣٩٠، ٥٣٩١، ٥٣٩٢) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ١٩٦٩، ١٩٧٠) وأبو الفضل الرّازيّ في «الفضائل» (رقم: ١) والخطيب في «أخلاق الرّاوي» (رقم: ٨٦).
قلت: وإسناد هذا الحديث ضعيف جدّا تسلسل بعلل ثلاث: يزيد بن أبي زياد ضعيف الحديث، وعيسى قيل فيه: ابن فائد، وقيل: ابن لقيط، مجهول، وواسطته إلى سعد مجهولة.

<<  <   >  >>