كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن

ومما يعين قارئ القرآن على التدبر أمور يراعيها حال التلاوة، منها - ٤ - أن يحسن صوته بقراءته ما استطاع دون تكلف. - ص: 508

وعن ابن عبّاس، رضي الله عنهما: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١ قال: «سبحان ربّي الأعلى» (١).

وعن ابن عبّاس، قال: «إذا قرأ أحدكم سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١ فليقل: سبحان ربّي الأعلى، وإذا قرأ أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ٤٠ [القيامة: ٤٠] فليقل: اللهمّ بلى، أو: اللهمّ سبحان ربّي، بلى» (٢).

وعن عبد الله بن السّائب، رضي الله عنه، قال:

أخّر عمر، كرّم الله وجهه، العشاء الآخرة، فصلّيت، ودخل فكان في ظهري، فقرأت: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً ١ حتّى أتيت على قوله:

وَفِي السَّماءِ

---

(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (رقم: ٢٠٦٦) وأبو داود (رقم: ٨٨٣) والطّبرانيّ في «الكبير» (رقم: ١٢٣٣٥) والبيهقيّ (٢/ ٣١٠) من طريق وكيع بن الجرّاح، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، به.
قلت: وإسناده صحيح، وأورد عليه تعليل غير مؤثّر، بيّنته في «علل الحديث».
(٢) أثر صحيح. أخرجه ابن الضّريس في «فضائل القرآن» (رقم: ١٣) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ٢١٠٠) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، به، والسّياق للبيهقيّ.
قلت: إسناده صحيح، وشعبة هو ابن الحجّاج.