للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلاف السّنّة؛ والسّبب في أنّ التّرتيب في القراءة ليس بواجب، يعود إلى كون ترتيب السّور في المصحف إنّما وقع باجتهاد الصّحابة، لكن نبّه بعض العلماء على استحباب ترتيبها على ما هي عليه في المصحف، ولم يوجب ذلك أحد، إنّما ذهب بعضهم إلى كراهة التّنكيس فيها (١).

ينبغي لصاحب القرآن أن لا يقول: (سورة صغيرة)، إنّما

يقول: (سورة قصيرة)، ولا يقول: (سورة خفيفة)، إنّما يقول: (سورة يسيرة)؛ تعظيما للقرآن.

فقد كان السّلف يقولون: (قصار السّور).

وعن عاصم بن سليمان الأحول، قال: قال خالد الحذّاء لابن سيرين: سورة خفيفة، فقال ابن سيرين: «من أين


(١) البيان والتّحصيل، لابن رشد (١/ ٢٤١)، التّبيان، للنّوويّ (ص: ٤٩)، فتح الباري، لابن حجر (٩/ ٤٠)، الفواكه الدّواني، للنّفراويّ (١/ ١٨٤)، حاشيتا قليوبي وعميرة (١/ ١٧٥)، الفروع (١/ ٤٢١)، شرح المنتهى، للبهوتيّ (١/ ١٨١).
والقول بالجواز والكراهة روايتان عن أحمد، وانظر: «التّمام» لابن أبي يعلى (١/ ١٦٠)، والمحقّقون من الحنابلة على الجواز، كما يفيده ما في «الفروع» (١/ ٤٢١).
تنبيه: أمّا التّنكيس في الكلمات فهذا إن وقع بقصد؛ فهو من اللّعب بآيات الله واتّخاذها هزوا، وحرمته ممّا لا يجوز التّردّد فيه، ونصّ على التّحريم الحنابلة، ذكره ابن مفلح وغيره، ولم يقل بالحلّ أحد.

<<  <   >  >>