«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ٢ هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته». وهذا الحديث يفسّر به النّبيّ صلى الله عليه وسلم قوله تعالى في سورة الحجر: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ٨٧، وهذا امتنان من الله تعالى على نبيّه صلى الله عليه وسلم، ولا خلاف أنّ سورة الحجر مكّيّة. حكم البغويّ بأنّ الأصحّ كون الفاتحة مكّيّة، واستدلّ بهذا، وقال: «فلم يكن يمنّ عليه بها قبل نزولها» (معالم التّنزيل: ١/ ٤٩). ٢ - سورة الرّحمن مكّيّة. أخرج أحمد في «مسنده» (٦/ ٣٤٩) قال: حدّثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وهو يصلّي نحو الرّكن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يستمعون: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ١٣. وأخرجه الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» (٢٤/ ٨٦) من طريق سعيد بن أبي مريم، حدّثنا ابن لهيعة، به، لكن فيه: (بعد أن يصدع بما أمر). قلت: وإسناد هذا الحديث صالح. كما يشهد لما ذكرت، ما أخرجه ابن أبي الدّنيا في «كتاب الشّكر لله عزّ وجلّ» (رقم: ٦٧) قال: حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى من كتابه، حدّثنا يحيى بن سليم الطّائفيّ، عن إسماعيل بن أميّة، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرّحمن، أو قرئت عنده، فقال: «ما لي أسمع الجنّ أحسن جوابا لردّها منكم؟ ما أتيت على قول الله عز وجلّ: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ١٣ إلّا قالت الجنّ: ولا بشيء من نعمة ربّنا نكذّب». وأخرجه الخطيب البغداديّ في «تاريخه» (٤/ ٣٠١) من طريق محمّد بن عبّاد، به. =