في رواية عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدّث عن فترة الوحي:
«بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السّماء، فرفعت بصري، فإذا
الملك الّذي جاءني بحراء جالس على كرسيّ بين السّماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زمّلوني، زمّلوني، فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ ٢ إلى قوله: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥ [المدّثّر: ١ - ٥]، فحمي الوحي وتتابع» (١).
فهذا صريح في أنّ الوحي سبق بالنّزول قبل يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١، لكنّ جابرا لم يعلم أنّ ذلك الّذي سبق كان اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، ولذلك لم ينكر هذا القول حين سأله عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن، وإنّما ذكر ما عنده من العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمّا عائشة فكان عندها بخصوص ذلك من العلم ما لم يكن عند جابر.
ومن العلماء من يحمل حديث عائشة على نزول الوحي بالنّبوّة ب اقْرَأْ، وحديث جابر على نزوله بالرّسالة ب يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١، فكلاهما أوّل بالنّسبة للنّبوّة والرّسالة.