للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على قراءة من تأمرونّي أقرأ؟ لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وإنّ زيدا لصاحب ذؤابتين يلعب مع الصّبيان.

وفي رواية عن أبي وائل شقيق بن سلمة الأسديّ، قال:

لمّا أمر عثمان رضي الله عنه في المصاحف بما أمر به، قام عبد الله بن مسعود خطيبا، فقال: أتأمروني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت؟ فو الّذي نفسي بيده، لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وزيد بن ثابت عند ذلك يلعب مع الغلمان، ثمّ استحيا ممّا قال، فقال: وما أنا بخيرهم، ثمّ نزل.

قال شقيق: فقعدت في الحلق فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، فما سمعت أحدا ردّ ما قال (١).

فهذا الخبر واضح في غضب ابن مسعود من تقديم زيد بن ثابت عليه


(١) حديث صحيح. أخرج الرّواية الأولى منه: النّسائيّ (رقم: ٥٠٦٣) من طريق هبيرة بن يريم، عن ابن مسعود.
قلت: وإسناده صحيح.
وأخرج الرّواية الثّانية: الطّحاويّ في «شرح المشكل» (رقم: ٥٥٩٥) من طريق عبد الواحد بن زياد، حدّثنا سليمان الأعمش، عن شقيق، به.
قلت: وإسناده صحيح.
وأصله في «الصّحيحين»: رواه البخاريّ (رقم: ٤٧١٤) ومسلم (رقم: ٢٤٦٢) من طريقين آخرين عن الأعمش، نحوه.

<<  <   >  >>