للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يزكّي قراءته، وهذا عمر من بعده يعدّه أولى النّاس بإقراء القرآن يومئذ.

وقال أبو وائل شقيق بن سلمة: خطبنا عبد الله بن مسعود، فقال:

والله، لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّي من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم (١).

فهذه التّزكية والقبول عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعامّة أصحابه أعطى ابن مسعود الحقّ في الاعتراض: أن يختار زيد بن ثابت ويقدّم عليه، وقد أسلم ابن مسعود وحفظ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم الكثير من القرآن وزيد يومئذ صبيّ لم يعرف الإسلام بعد فضلا عن القرآن.

وثانيهما: شهوده العرضة الأخيرة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم.

فعن ابن عبّاس، رضي الله عنهما، قال: أيّ القراءتين تعدّون أوّل؟ قالوا: قراءة عبد الله، قال: لا، بل هي الآخرة (وفي رواية:

قراءتنا القراءة


= والحاكم (رقم: ٢٨٩٣) وأبو نعيم في «الحلية» (رقم: ٣٧٦) والبيهقيّ في «الكبرى» (١/ ٤٥٢ - ٤٥٣) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة.
يزيد بعضهم ذكر طريق أخرى عن عمر.
وإسناده صحيح، جاء عن عمر من غير وجه، وعن النّبيّ من طريق جماعة من الصّحابة، بعضهم يذكر القصّة، وبعضهم يكتفي بالمرفوع منها.
(١) حديث صحيح. متّفق عليه: أخرجه البخاريّ (رقم: ٤٧١٤) ومسلم (رقم:
٢٤٦٢)، واللّفظ للبخاريّ.

<<  <   >  >>