فقال: يقولون: عن جسرة، عن أم سلمة، والصحيح، عن عائشة، قال أبو محمد: وقد روى أفلت عن جسرة، عن عائشة غير أنه لم يذكر إلا للنبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، وقال البخاري في تاريخه: محدوج، عن جسرة فيه نظر، وقال ابن حزم: أما محدوج فساقط، يروي المعضلات عن جسرة، وأبو الخطاب مجهول، فسقط هذا الخبر، ورواه ابن خزيمة في صحيحه، عن محمد بن يحيى، ثنا معلى بن أسد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا الأفلت بن خليفة، حدثتني جسرة بنت دجاجة قالت: سمعت عائشة تقول: جاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد، ثم دخل النبي عليه السلام، فلم يصنع القوم شيئا رجاء أن ينزل فيهم رخصة، فخرج إليهم، فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحل المسجد لحائض، ولا جنب.
ولما رواه أبو داود قال: هو فليت العامري، ورواه محمد في تاريخه الكبير، عن موسى، ثنا عبد الواحد، عن فليت أبي حسان، عن جسرة بزيادة: إلا لمحمد وآل محمد، وقال يحيى بن سعيد: عن سفيان، عن فليت العامري، وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن فليت سمع جسرة ودهثمة، وعند جسرة عجائب، وقال عروة وعباد عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب أبيِ بكر. وهذا أصح، وقال ابن حزم: أفلت غير مشهور، ولا معروف بالثقة، وفي موضع آخر: وحديثه - يعني هذا - باطل، وقال أبو سليمان الخطابي: وضعفوا هذا الحديث، فقالوا: فليت راويه مجهول، ولا يصح الاحتجاج بحديثه، وقال