هذا حديث خرجاه في صحيحيهما، وفي لفظ لمسلم: أن أسماء بنت شكل، وتبعه على ذلك غير واحد، منهم: أبو العباس الطرقي في أطرافه، وابن بشكوال، وأبو الفضل ابن طاهر في الإيضاح، وابن الأثير في استدراكه على أبي عمر، وابن فتحون، وأبو موسى المديني في معرفة الصحابة، ولماّ ذكرها ابن قرقول ضبط اسم أبيها بكاف ساكنة، وأكثر النّاس على فتحها، وأما ابن الجوزي، فإنه اضطرب كلامه، فذكر في مشكل الصحيحين: أنها ابنة شكل، وقال في التلقيح هي بنت يزيد بن السكن: وقال الخطيب أبو بكر: هي أسماء بنت يزيد بن السكن خطيبة النساء، وتبعه على ذلك غير واحد، حتى قال الحافظ الدمياطي: هذا هو الصحيح؛ لأنه ليس في الأنصار من اسمه شكل مستدلا بقول البخاري في هذا الحديث أنّ امرأة من الأنصار، وهي شهادة على النفي؛ لأنّ مسلمًا أثبتها، وتبعه من أسلفناه، أو ظهر لهم ما ظهر له، فذكروه لا لمتابعته، وأيا ما كان، فلا يدفع إلا بدليل واضح، وكون الخطيب خالف ذلك لا يقتضي وهما لاحتمال أن تكونا امرأتين سألتا عن أمر واحد كما تقدّم نظائره، أو يكون الخطيب هو الواهم من اللام إلى النون في غير ذلك من الاحتمالات، ويوضحه أنّ ابن سعد والطبراني وغيرهما ذكروا ابنة يزيد بأحاديث ليس فيها هذا، وفرق ابن منده بين أسماء بنت يزيد وبين ابنة شكل، وكذا غيره، وذكر أبو موسى هذا الحديث في ترجمة ابنة شكل ويزيد ذلك وضوحا، ويبرئ مسلما من التفرد ما ذكره أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده، كرواية مسلم سواء، وفي كتاب المستخرج لأبي نعيم الحافظ كذلك عن أبي جعفر محمد بن محمد، ثنا الحسين بن محمد بن حاتم، ثنا الوليد بن شجاع، ثنا أبو الأحوص، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية، عن عائشة، قالت: دخلت أسماء بنت شكل. . .