الحديث، قال أبو داود في كتاب التفرد، عن إبراهيم بن مهاجر: فرصة ممسكة، قال مسدد كان أبو عوانة يقول: فرصة، وكان أبو الأحوص يقول: قرصة. . انتهى، وقوله: فرصة يعني: بكسر الفاء وسكون الراء هذا هو المشهور، وهي القطعة من الصوف، أو غيره، يقال: فرصت الشيء بمعنى قطعته بالفراص، وأنكر أبو محمد بن قتيبة ذلك، وقال: إنما هي قرضة بالقاف والضاد المعجمة: وهي القطعة، وقال بعضهم: قرصة بفتح القاف وسكون الراء، ثم صاد مهملة، أي: شيئا يسيرا مثل القرصة بطرف الإصبعين، وقوله من مسكة أي: من مسك، وهو دم الغزال المعروف، وقال بعضهم: من مسك بفتح الميم أي جلّد عليه شعر، قال عياض: وهي رواية الأكثرين، وأنكرهما ابن قتيبة، وقال: المسك لم يكن عندهم من السعة بحيث يمتهنونه في هذا، والجلد ليس فيه ما يتميّز من غيره، فيخص به، قال: وإنما أراد فرصة من شيء صوف، أو قطن، أو خرقة ونحوه، وقال بعضهم: أراد قطعة من جلد عليها صوف، والصواب: الأوّل، وتدلّ عليه الرواية الأخرى فرصة ممسكة بضم الميم الأولى وفتح الثانية وتشديد السين مع فتحها أي: قطعة من صوف ونحوها مطيبة بالمسك وروى بعضهم: ممسكة بضم الميم الأولى وسكون الثانية وسين مخففة مفتوحة، وقيل: مكسورة أي من الإمساك، وفي بعض الروايات: خذي فرصة ممسكة فتحملي بها، وقيل: أراد بالممسكة الخلق التي أمسكت كثيرا كأنه السك أن لا تستعمل الجديد من القطن وغيره للارتفاق به؛ ولأنّ الخلق أصلح لذلك، ووقع في كتاب عبد الرزاق: يعني بالفرصة السك