للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قوله: (ولا أعرف في معناه غيره) نظر إن أراد شيئا ما لما ذكره بعد هو من الأحاديث، وإن أراد الصحة فصحيح، والله تعالى أعلم.

وقال أبو علي الطوسي: لا نعرفه إلا من حديث أبي سهل، ولما ذكره البيهقي أتبعه تحسينا بحاله، وكذلك الخطابي، وقال في الخلافيات: أبو سهل ليس له ذكر في الصحيحين، وذكره ابن حبان في المجروحين واستحب مجانبة ما انفرد به، وقال الأزدي: حديث مسة أحسنها يعني الأحاديث التي في الباب، وعاب ذلك عليه أبو الحسن ابن القطان بقوله: أم مسة لا يعرف حالها، ولا عينها، ولا تعرف في غير هذا الحديث فخبرها هذا ضعيف الإسناد، وهي علّته، ومنكر المتن، فإن أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما منهنّ من كانت نفساء أيّام كنّ معه إلا خديجة وزوجيتها كانت قبل الهجرة، فإذن لا معنى لقولها: كانت المرأة من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - تقعد في النفاس أربعين ليلة، إلا أن تريد بنسائه غير أزواجه من بنات، وقريبات، وسريته مارية -. انتهى كلامه، وفيه نظر في مواضع:

الأوّل: قوله: إنّ مسّة لا تعرف عينها، وليس هو بابي عذرة هذا القول، فقد سبقه إليه أبو محمد ابن حزم، وهو قول مردود بقول ابن حبان روى عنها غير واحد منهم الحكم بن عتيبة، وفي الخلافيات: روى عنها العرزمي، وزيد بن علي بن الحسين.

الثاني: عصبه الجناية برأس مسّة، وسكوته عن غيرها، وهو أبو سهل، وإن كان ابن معين وثقه، وقال أبو حاتم: لا بأس به، فقد قال أبو حاتم بن حبان حين ذكره في كتابه يروي عن الحسن وأهل العراق مقلوبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>