عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر عنه، قال: والصحيح حديث الحسن بن الربيع، نا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن المسيب، عن زيد بن وهب عنه، والله تعالى أعلم.
غريبه قوله: دحضت الشمس يعني تدحض دحضا ودحوضا: زالت عن وسط السماء، قاله ابن سيده، وأبو نصر، وابن القوطية وتلميذه ابن طريف، وابن فارس في مجمله، وابن قتيبة في غريبه، وأبو عبيد بن سلام، والسرقسطي، والفارابي، وابن دريد، وصاحب مجمع الرغائب، والخطابي، وأبو هلال في تلخيصه، والسكري في كتاب النقائض، والقزاز، زاد يعني: حين تزول، وجعلها تدحض؛ لأنها لا تزال ترتفع من لدن تطلع إلى أن تصير في كبد السماء، ثم تنحط عن الكبد للزوال، فكأنها تزلق، فلا تزال في انحطاط حتى تغرب، وأبو عبيد الهروي، وزاد فكأنها زلفت، ومنه قول معاوية لعبد الله بن عمرو، وقال له: سمعت النبي يقول: تقتل عمّارا الفئة الباغية. لا تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك، ويروى بالصاد أي تفحص برجلك فيه، ولم يبيّنوا أحقيقة ذلك أم مجاز؟ سوى الزمخشري، فإنه زعم أن ذلك من المجاز لا من الحقيقة.
قوله حر الرمضاء، فالرمض: شدّة وقع الشّمس على الرّمل وغيره فالأرض رمضاء، وقال القزاز: هو حر الحجارة من شدّة حرّ الشمس، ورمض يومنا يرمض رمضا: إذا اشتد حره، ويقولون عودوا، فقد أرمضونا، أي قيلوا بنا، فقد اشتد حرنا وأرض رمضة الحجارة أي: شديدة حر الحجارة: قال غيلان:
معرور يا رمض الرضراض يركضه … والشمس حيرى لها في الجو تدويم.
وفي كتاب الهروي: الرمضاء شدّة الحر، وفي الحقيقة من كتاب الأساس: