أفضل في كلّ صلاة إلا الظهر في شدّة الحر، واختلف العلماء في الجمع بين هذه الأحاديث، وحديث خباب، فقال بعضهم: الإِبراد رخصة والتقديم أفضل، وقال جماعة: حديث خباب منسوخ بأحاديث الإبراد، وحمل آخرون حديث خباب على أنهم أرادوا تأخيرا زائدا على قدر الإبراد، ذكر ذلك الأثرم، وأبو جعفر الطحاوي، وقال أبو عمر في قول خباب: فلم يشكنا يعني لم يحوجنا إلى الشكوى، وقيل: معناه ما أزال شكوانا ذكره ابن بزيزة، انتهى، وفيما قدّمناه بيان للمعنى من نفس الشّارع، فلا حاجة للتخرص، وذكر ابن الأنباري أنّ يونس، وأكثر النحويين زعم أنّ جهنم أعجمية لا تجر للتعريف والعجمة، وقيل: إنّه عربي، ولم يجر للتأنيث والتعريف، وكان رؤبة يقول ركية جهنام: بعيدة القعر، قال الأعشى:
دعوت خليلي مسحلا ودعوا له … جهنام جدعا للهجين المذمم
فترك صرفه يدل على أنه أعجمي معرب، وقال ابن عباس فيما ذكره ابن بزيزة: خلق الله تعالى النّار على أربعة أقسام: فنار تأكل وتشرب، وهي التي خلقت منها الملائكة، ونار لا تأكل، ولا تشرب، وهي التي في الحجارة، ويقال: هي التي رفعت لموسى عليه السلام ليلة المناجاة، ونار تشرب، ولا تأكل، وهي نار الدنيا، ونار جهنم تأكل لحومهم وعظامهم، ولا تشرب دموعهم، ولا دماءهم، ولا أقياحهم، بل يسيل ذلك إلى عين الخبال فيشرب ذلك أهل النار، ونار تشرب، ولا تأكل، وهي النّار التي في البحر وقيل: النّار التي خلقت منها الشمس.