وقال ابن قتيبة: والفيء لا يكون إلا بعد الزوال، ولا يقال لما كان قبله فيء، وإنما سُمّي بالعشي فيئا لأنه ظلّ فاء عن جانب إلى جانب أي رجع من جانب المغرب إلى جانب المشرق، والفيء هو الرجوع، قال الله تبارك وتعالى:{حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} وفي شرح أدب الكتاب لأبي جعفر أحمد بن داود الساعي عن كيسان: المعروف أنّ الفيء والظل واحد، وأما العصر فيراد به الغدو والعشي سميت الصلاة بذلك، قال القزاز: لأنها تصلى في أحدهما وهو آخر النهار وهم يقولون: صلاة العصر والعصر محركَا، وأما العصر الذي هو الدهر فمثلث عَصر وعُصر عِصر، ومن العصر الذي هو العشي قول الشاعر:
آنست نبأة وأفزعها القناص … عصرَا وقد دنا الإمساء
والعرب تسمي الليل والنهار عصرين قال الشّاعر:
وأمطله العصرين حتى يملني … ويرضى بنصف الدّين والأنف راغم
وفي الصحاح قال الكسائي يقال: جاء فلان عصرَا أي: بطيئَا، حكاه عنه أبو عبيد رحمه الله تعالى.