كراهة، وجواز مع كراهة، ووقت عذر، وفي المرغيناني والتأخير إلى تغير القرص مكروه، والفعل فيه ليس بمكروه، وأما الفيء فما كان بالعشي، وأما الظلّ فهو للشجرة وغيرها بالغداة قال الشّاعر، يعني حميد بن ثور الهلالي:
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه … ولا الفيء من برد العشي تذوق
وقال يعقوب: الفيء ما نسخ الشمس، وذكر أبو علي القالي: أنا أبو بكر بن حبيب السهمي كان فصيحا فبينا هو قاعد في ظل قصر، أو في غدوة قال رجل: ما أطيب هذا الفيء، فقال أبو بكر: ليس هذا بفيء إنّما الفيء بالعشي، وبنحوه قاله ابن دريد في الجمهرة، زاد لأن الفيء ما نسخ الشمس، وقال ثعلب وسترت، وعن أبي عبيدة، قال رؤبة بن الحجاج: كل ما كانت عليه الشّمس فزالت فهو فيء وظل، وما لم تكن عليه شمس فهو ظل، قال اللبلي: أمّا الحكاية عن رؤبة فقدر على أنّ كل ما طلعت عليه الشمس، ثم زالت عنه يسُمّى ظلا، وفيئا، ويسمى الظل قبل نصف النهار على هذا فيئا. لأن الشمس تطلع عليه، ثم تزول عنه وما لم تطلع عليه الشمس نحو ظل الليل وظل الشجر وما تحت سقف ظل، فليس بفيء لأنّ الشمس لا تطلع عليه ومن هذا ظل الجنة. لأنه ظل لا تطلع عليه الشمس، وقد جعله بعضهم فيئا غير أنه قيّده بالظّل، قال النابغة الجعدي يصف حال أهل الجنة:
فسلام الإله يغدو عليهم … وفيء الفردوس ذاتّ الظلال
والمفيؤة والمفيوءة والمفيئة موضع الفيء، قال ابن سيده في المخصص والجمع: أفياء، وفيوء، وأنشد:
لعمري لأنّت البيت أكرم أهله … وأقعد في أفيائه بالأصائل