هيئة، فأتيناه يوما وقد مرض وإذا تحته شاذكونية خلقة من متاع رث، فقلنا له في ذلك، فقال: إنكم كنتم تأتون وأنا في حال دنيا، وإنكم الآن أتيتموني وأنا في حال الآخرة، ثم ذكر روايته عن جماعة من الأئمة، وليس في الإِسنادين سماع.
وأما عِرَاك فظاهر حديثه الاتصال؛ لأن مسلما وأبا حاتم البستي خرجاه في صحيحيهما وهو منهما محمول على السماع حتى يقوم الدليل على خلافه.
دليلهما قول الإِمام أحمد عند تخريجه حديث عائشة: أحسن ما روي في الرخصة حديث عراك، وإن كان مرسلا، فإن مخرجه حسن، كذا ذكره في المسند.
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل: كتب إلي علي بن أبي طاهر، ثنا أحمد بن محمد بن هانئ، سمعت أبا عبد الله وذكر حديث خالد - يعني هذا - فقال: مرسل، فقلت له: عراك بن مالك، قال: سمعت عائشة، فأنكره، وقال: عراك من أين سمع عائشة؟ ما له ولعائشة؟ إنّما يروي عن عروة، هذا خطأ، قال لي: من روى هذا؟ قلت: حماد بن سلمة عن خالد الحذاء، فقال: رواه غير واحد عن خالد ليس فيه (سمعت)، وقال غير واحد أيضا: عن حماد بن سلمة، ليس فيه سمعت، فليس فيه تصريح بعدم سماعه منها، لا سيما وقد جمعهما بلد واحد وعصر واحد، فسماعه منها ممكن جائز، وقد صرح بذلك بعض الأئمة، وهو ابن سرور، رحمه الله تعالى.
وقد تابع حمادَ بن سلمة على قوله عن عراك سمعت عائشة - عليُّ بن عاصم عند الدارقطني.
وأما قول الترمذي في العلل الكبير: حدّثنا علي بن خشْرَم، ثنا عيسى بن يونس، عن أبي عبد الله، عن الحذاء، عن عراك به،