ثم قال: رواه حماد بن سلمة، عن خالد، عن ابن أبي الصلت قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكروا استقبال القبلة، فقال عراك الحديث، فسألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث فيه اضطراب، والصحيح عن عائشة قولها.
وقال أبو محمد بن حزم: هذا حديث ساقط؛ لأن راويه خالدٌ الحذاء، وهو ثقة عن خالد بن أبي الصلت، وهو مجهول لا يُدرى من هو؟! وأخطأ فيه عبد الرزاق، فرواه عن خالد الحذاء، عن كثير بن أبي الصلت، وهذا أبطل وأبطل؛ لأن الحذاء لم يدرك كثيرا، وفيه نظر من وجوه:
الأول: الاضطراب المشار إليه يشبه أن يكون قول حماد، وعلي بن عاصم، وعبد الوهاب الثقفي أولى لكونهم أثبتوا زيادة أخل بها أبو عوانة، ويحيى بن مطر، والقاسم بن مطيب، والزيادة من الثقة مقبولة، أو المثبت أولى من النافي.
الثاني: قول أبي محِمد: إنّ خالد بن أبي الصلت مجهول، لا يدرى من هو. قد بينا قبل حاله، وأنها غير مجهولة.
الثالث: قوله: كثير بن أبي الصلت لم يدركه الحذاء، وهو لا شيء؛ لأنّ البخاري وابن أبي حاتم ومن بعدهم كابن عبد البر وغيره إنما سموه كثير بن الصلت، لا ابن أبي الصلت، فإن كان ذلك من خطأ عبد الرزاق، فكان ينبغي أن ينبّه عليه، وما أظنّ ذلك لتقريره له، وعدم إنكاره عليه ذلك، أو لعلّه يكون تصحف على الناسخ.