الرابع: إنكاره سماع خالد منه إن كان ذلك بتوقيف فسمعا وطاعة، ولكني لم أر أحدا قاله غيره، وإن كان استبعادا لذلك من حيث إنّ كثيرا ولد في زمنه - عليه السلام -، فغير مستبعد سماعه منه لرؤيته أنس بن مالك، وبذلك كان تابعيا.
٦١ - حدّثنا محمد بن بشار، ثنا وهب بن جرير، نا أبي، سمعت محمد بن إسحاق يحدّث، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن جابر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تستقبل القبلة ببول، فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها.
ثنا محمد بن بشار، عن وهب به، ولفظه: نهاني أن أستقبل القبلة … الحديث.
هذا حديث خرجه ابن خزيمة، عن ابن بشار شيخ أبي عبد الله، وخرجه أيضا الحاكم، وزعم أنه صحيح على شرط مسلم، وليس كما زعم، فإن أبان بن صالح لم يخرج مسلم له شيئًا، وخرجه ابن حبان في كتابه الصحيح، وفيه فائدة تصريح ابن إسحاق بسماعه من أبان، فقال: ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عمرو الناقد، ثنا يعقوب ابن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبان … فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. ورواه ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي قتادة: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبول مستقبل القبلة. أنا بذلك قتيبة، ثنا ابن لهيعة بهذا، وحديث جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصح من حديث ابن لهيعة، ولما رواه البزار في مسنده، عن محمد بن المثنى، نا وهب به، قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن جابر بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإِسناد.
وذكر البيهقي في كتاب الخلافيات، وأبو الحسن الخزرجي في تقريب المدارك، وعبد الحق الإشبيلي أنّ الترمذي سأل البخاري عن حديث ابن