للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلوات، ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ، إلا أن يقوله برواية مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: إنها الجمعة يوم الجمعة، وفي سائر الأيام الظهر، حكاه أبو جعفر محمد بن مقسم في تفسيره، قال: وقيل: هي صلاتان العشاء والصبح، وعزاه لأبي الدرداء لقوله: لو يعلمون ما في العتمة والصبح.

وذهب الإِمام أبو بكر المالكي الأبهري إلى أنها صلاة العصر والصبح، وقيل: إنها الجماعة في جميع الصلوات حكاه الماوردي، وأما العلامة أبو الحسن علي بن محمد السخاوي فاختار أنها الوتر، وقيل: إنها صلاة الضحى، قال الحافظ أبو محمد الدمياطي: ذاكرت فيها أحد شيوخي الفضلاء، فقال: أظنني وقفت على قول من ذهب إلى ذلك، ثم تردّد فيه، وقيل: إنها صلاة العيدين، حكاه لنا من وقف عليه في بعض الشروح المطولة، وذهب آخرون إلى أنها صلاة عيد الفطر، حكاه المشار إليه أيضا، وقوله صلى الله عليه وسلم وتر أهله وماله يعني نقص، قال ابن الأنباري: يقال: وترته أي: نقصته، وقيل: إنّ الوتر أصله الجناية التي يجنيها الرجل على من قتله حميمه وأخذه ماله فشبه ما يلحق هذا الذي تفوته العصر بما يلحق الموتور من قتل حميمه أو أخذ ماله، وزعم جار الله في أساسه: أن ذلك من باب المجاز، وقال الداودي: معناه يتوجه عليه من الاسترجاع ما يتوجه على من فقد أهله وماله، فيتوجّه عليه الندم والأسف لتفويته الصلاة، وقيل: معناه فاته من الثواب ما يلحقه من الأسف كما يلحق من ذهب أهله وماله، وقال أبو عمر: معناه كالذي يصاب بأهله وماله إصابة يصير بها وتراً، قال الشيخ محيي الدين: ورواه بعضهم مفتوح اللام معناه وتر في أهله وماله، وفسّره مالك بمعنى فقد أهله وماله.

وأما الوسطى فهي الخيار، قال الزمخشري: ومن المجاز هو وسط في قومه،

<<  <  ج: ص:  >  >>