الخمس إذ هي الوسطى من الدين، كما قال عليه السلام بني الإِسلام على خمس.
قالوا: فهي الوسطى من الخمس روي ذلك عن معاذ، وعبد الرحمن بن غنم فيما ذكره النقاش، وفي كتاب الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل: قيل ذلك لأنها وسط الإِسلام أي خياره، وكذلك قال عمر، وفي كتاب التفسير لابن أبي حاتم: ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا المحاربي، وابن فضيل، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق أنه قال: الوسطى هي المحافظة على وقتها يعني الصلوات، وقال مقاتل بن حيان: مواقيتها، ووضوؤها وتلاوة القرآن فيها، والتكبير والركوع والسجود والتشهد، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك، فقد أتمها وحافظ عليها، أنبأ به محمد بن الفضل، نا محمد بن علي بن شقيق، أنبأ محمد بن مزاحم، عن بكير بن معروف عنه به، وذكر أبو الليث في تفسيره عن ابن عباس نحوه، وقال المازري: هي صلاة عشاء الآخرة، وذهب البغوي في شرح السنة: إلى أنّ السلف لم ينقل عنهم، ولا عن أحد منهم هذا القول، وقال: وقد ذكره بعض المتأخرين، وسيأتي قول أبي الدرداء به، وناهيك به سلفًا، وذهب آخرون: إلى أنها الجمعة خاصة، حكاه أبو الحسن الماوردي وغيره لما اختصت به دون غيرها، قال أبو الحسن فيما ذكره في المحكم. لأنها أفضل