للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهوى والملك مع العقل والروح، وذكر ابن الحباب في كتاب معرفة الروح عن ابن عباس مرفوعا: واستغربه أن للبهائم، والكفار ثلاثة أرواح: روح الشهوة، وروح القوة، وروح البدن، والمؤمن يزيد عليهم بروح الإِيمان.

قال ابن المنذر: من نام عن صلاة، أو نسيها، صلاها متى استيقظ، أو ذكر، روي ذلك عن علي وروي معنى ذلك عن غير واحدة من الصحابة، وبه قال النخعي، وأبو العالية، والشعبي، والحكم، وحماد، ومالك، والأوزاعي، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور - رضي الله عنهم أجمعين -.

قال القرطبي: في الحديث دليل على وجوب القضاء على النائم كثرت الصلاة، أو قلت، وهذا مذهب العلماء كافة، وقد حكي خلاف شاذ عن بعضهم فيمن زاد على خمس صلوات أنه لا يلزم قضاء، وأما من تركها عامداً، فالجمهور وجوب القضاء، وفيه خلاف عن داود وأبي عبد الرحمن الأشعري، وقال النووي: وهو قول شذ به بعض أهل الظاهر، وفي كلامه نظر؛ لأن داود فمن بعده قالوا به.

الثاني: أن أبا محمد بن حزم ذكر أنه أيضا قول عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وسعد بن أبي وقاص، وسلمان، وعبد الله بن مسعود، والقاسم بن محمد، وبديل العقيلي، ومحمد بن سيرين، ومطرف بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم فأيّ شذوذ مع هؤلاء؟، وفي صحيح ابن خزيمة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة تلك الصلاة التي قد نيم عنها، أو نسيها من الغد لوقتها بعد قضائها عند الاستيقاظ، أو عند ذكرها أمر فضيلة لا أمر عزيمة، وفريضة إذ النبي - عليه السلام - قد أعلم أنّ كفارة نسيان الصلاة، أو النوم عنها أن يصليها النائم عند

<<  <  ج: ص:  >  >>