للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر من أمور المسلمين، مما يرجع إلى منفعتهم عاجلا وآجلا، دنيا ودينا، وكان يحدث أصحابه عن بني إسرائيل لينتفعوا بحديثه، فدل فعله - صلى الله عليه وسلم - على أن كراهية الحديث بعد العشاء بما لا ينفعه فيه دينا ودنيا، ويخطر ببالي أن كراهته - صلى الله عليه وسلم - بالاشتغال بالسمر؛ لأن ذلك يثبط عن قيام الليل، لأنه إذا اشتغل أول الليل بالسمر ثقل عليه النوم آخر الليل فلم يستيقظ، وإن استيقظ لم ينشط للقيام، وحديث أوس بن حذيفة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتينا ويحدثنا - يعني بعد العشاء - وكان أكثر حديثه تشكية قريش. ذكره ابن أبي حاتم في كتاب العلل، وزعم أن أباه قال: حديث أبي برزة أصح منه. وروى ابن بطال بسند يبلغ به أبا موسى قال: أتيت عمر أكلمه في حاجة بعد العشاء فقال: هذه الساعة؟ قلت له: شيء من الفقه. قال: نعم، فكلمته، ثم ذهبت لأقوم، فقال: اجلس. فقلت الصلاة! فقال: إنا في صلاة. فلم نزل جلوسا حتى طلع الفجر. وفي صحيح مسلم عنه قال: كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، فكان يتناوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم، قال أبو موسى، فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأصحابي، وله بعض الشغل في أمره، حتى أعتم بالصلاة، حتى ابْهارَّ الليل، ثم خرج فصلى بهم، فلما قضى صلاته، قال لمن حضره: على رسلكم، أعلمكم، وأبشروا أن من نعمة الله تعالى عليكم أنه ليس من الناس أحد يصلي هذه الساعة غيركم، أو قال: ما صلى هذه الصلاة الساعة غيركم. وحديث أنس بن مالك: أخر النبي - عليه السلام - العشاء ذات ليلة إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>