البادية على اسم صلاتكم، سماها الله العشاء، ويسمونها العتمة. وفي الباب: حديث ابن بريدة، عن عبد الله المزني يعني: ابن المغفل: أن رسول الله قال: لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب، وتقول الأعراب: هي العشاء. ذكره البخاري، وفي كتاب الإسماعيلي، وذكره من حديث أبي مسعود، أنبأ عبد الصمد، ثنا أبي، عن حسين المعلم عنه، حديث أبي مسعود يدل على أنه في صلاة العشاء الآخرة، وكذلك روي عن ابن عمر في العشاء الآخرة، قال المهلب: إنما كره ذلك؛ لأن التسمية من الله ورسوله، قال تعالى:{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}. وقال تعالى:{وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} قال القرطبي: فكأنه إرشاد إلى ما هو الأولى، وليس على جهة التحريم، ولا على أن تسميتها بالعتمة لا تجوز؛ لما ثبت أنه - عليه السلام - أطلق عليها ذلك، يعني قوله: ولو يعلمون ما في العتمة والصبح. وغير ذلك من الأحاديث.
قال البخاري: والاختيار أن يقول: العشاء، وقد ورد تسميتها بذلك في آثار عنه - صلى الله عليه وسلم - في غير ما حديث صحيح، وقد أباح تسميتها بذلك أبو بكر، وابن عباس، وعمر بن الخطاب، وعائشة، وأبو موسى الأشعري، وغيرهم، وقال: وكانت الأعراب تحلب عند شدة الظلمة حلبة، وتسميها العتمة، فصار مشتركا بين خسيس؛ وهى الحلبة، ورئيس؛ وهي الصلاة فنهى عن ذلك ليرتفع الاشتراك، وحيث أمن الاشتراك جاز الإطلاق، وزعم بعض العلماء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاطب بالعتمة من لا يعرف العشاء، أو استعمل لفظة العتمة؛ لأنه أشهر عندهم، ولأنهم إنما كانوا يطلقون العشاء على المغرب.
وفي المحكم: عتمت الإبل تعتِم، وتعتُم، وأعتمت، واستعتمت حلبت عشاء، وهو من الإبطاء، والتأخر، قال أبو محمد الحذلمي: فيها ضوى، قد رد من إعتامها.