إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخبره بها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لبلال سبقك بها عمر، وحديث عبد الله بن الزبير قال: أخذ الأذان من أذان إبراهيم - عليه السلام - في الحج: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر، قال: فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو الشيخ، عن كتاب علي بن سلم، نا مسروق، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد العزيز بن عمران، عن ابن المؤمل، عن أبي الزبير عنه، قال السهيلي: الحكمة في تخصيص الأذان برؤيا رجل، ولم يكن بوحي؛ فلأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أريه ليلة الإسراء فوق سبع سماوات، وهذا أقوى من الوحي، فلما تأخر فرض الأذان إلى المدينة، وأراد إعلام الناس بوقت الصلاة تلبث الوحي حتى رأى عبد الله الرؤيا فوافقت ما رآه - عليه السلام -، فلذلك قال: أنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى، وعلم حينئذ أن مراد الله تعالى بما أراه في السماء أن يكون سنة في الأرض، وقوى ذلك موافقة رؤيا عمر مع أن السكينة تنطق على لسان عمر، واقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الأذان على لسان غير النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فيه من التنويه بعده، والرفع لذكره، فلأن يكون ذلك على لسان غيره أنوه، وأفخم لشأنه، وهو معنى قوله تعالى:{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، وهو معنى ما ذكره القاضي أبو بكر بن العربي، والشيخ أبو العباس القرطبي، زاد: ويحتمل أنهم لما تفاوضوا في الأذان كان عبد الله، وعمر غائبين فلما قدما، وجدا المفاوضة، فقال عبد الله ما قال، وتلاه عمر، ولما رأى عمر قبول الرؤيا، وصحتها قال: ألا تنادون إلى الصلاة: فقال - صلى الله عليه وسلم - لبلال: قم. وقال عياض: ظاهر قول عمر: أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة ليس على صفة الأذان الشرعي، بل إخبار بحضور وقتها، قال النووي: وهذا الذي قاله أبو الفضل محتمل أو متعين، فقد صح في حديث ابن زيد أنه رأى الأذان في المنام، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبره فجاء عمر فقال: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى، فهذا ظاهره أنه كان في