للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقال آخرون (حي على الفلاح) معناه: هلموا إلى البقاء أي: أقبلوا إلى سبب البقاء في الجنة، قالوا: والفلح، والفلاح عند العرب البقاء، أنشدنا أبو العباس:

لكل هم من الهموم سعة … والمسي والصبح لا فلاح معه

.

وقال لبيد:

لو كان حي مدرك الفلاح … أدركه ملاعب الرماح

.

وقال عبيد:

أفلح بما شئت فقد يدرك … بالضعف وقد يخدع الأريب

.

فهذا من الفوز، وقال أصحاب البقاء: معنى قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. يعني: الباقون في الجنة، والفلح والفلاح عند العرب: السحور. انتهى كلامه، ولم يتبع عليه الزجاجي شيئا، ومما ينبغي أن يتبع عليه أمور: الأول: إطلاقه أن الفلاح البقاء، وأهل اللغة يقيدونه بالبقاء في النعيم، والخير، قاله ابن سيده، وقال: وفي التنزيل: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. أي: نالوا البقاء الدائم في الخير. قال: والفلاح: الفوز بما يغبط به، وفيه صلاح الحال، الثاني: قوله من ذلك الحديث الذي يروى إلى آخره، وليس هو بحديث، إنما هو من ألفاظ الطلاق في أيام الجاهلية. قاله ابن سيده، والنجيرمي، وأما قول الهروي في الغريبين: وفي حديث ابن مسعود: إذا قال الرجل لامرأته: استفلحي برأيك. فليس حديثا مرفوعا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، بل هو أثر هذا هو الاصطلاح، وأيضا فيجوز أن يكون قاله حاكيا عن العرب في الجاهلية؛ إذ ليست هذه اللفظة موضوعة للكناية عن الطلاق إجماعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>