يروي حديثا واحدا مرفوعا عن النبي - عليه السلام - وآخر عن التابعين، لا سيما والحديث المستشهد به على صحبته ليس هو المستشهد به على نفيها - والله أعلم - ولئن سلمنا لأبي نعيم قوله: ألا صحبة له، وأنه في عداد التابعين الذين ينظر في حالهم، فنظرنا في ذلك فوجدنا الحافظ أبا حاتم البستي ذكره في كتاب الثقات، ووصفه برواية ابنه سعد عنه، وزاد ابن سرور: عمر بن حفص أيضا، وزاد ابن أبي حاتم: عمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن زيد بن الخطاب، وزاد البخاري في الكبير: محمد بن عمار بن حفص، وقد وقع لنا هذا الحديث من طريق صحيحة على شرط البستي، رواها أبو الشيخ عن محمد بن عبد الله بن رستة، وابن أبي عاصم قالا: حدثنا ابن كاسب، حدثنا عبد الرحمن بن سعد، عن عبد الله بن محمد، وعمر، وعمار ابني حفص، عن آبائهم، عن أجدادهم، عن بلال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: إذا أذنت فاجعل إصبعيك في أذنيك فإنه أرفع لصوتك. وعمر بن حفص بن عمر بن سعد القرظ، وثقه وأباه ابن حبان، وذكر البيهقي في كتاب المعرفة حديثا لعمر بن حفص وحسنه، ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة من حديث هشام بن عمار، ثنا عبد الرحمن بن سعد، حدثني أبي، عن جده بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يدخل إصبعيه في أذنيه، قال: فإنه أرفع لصوتك. وإن بلالا كان يؤذن مثنى مثنى. وتشهده مضعف، وإقامته مفردة، وقد قامت الصلاة مرة واحدة، وأنه كان يؤذن للجمعة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الفيء مثل الشراك. وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى العيد سلك على دار سعد بن أبي وقاص، ثم على أصحاب الفساطيط، ثم يبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم يكبر في الأولى سبعا قبل القراءة، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة، ثم خطب على الناس، ثم انصرف من الطريق الآخر؛ من طريق بني زريق، وذبح أضحيته عند طرف الزقاق بيده بشفرة، ثم يخرج إلى دار عمار بن ياسر، ودار أبي هريرة إلى البلاط، وكان - عليه السلام - يذهب ماشيا، ويرجع ماشيا. وكان - عليه السلام - يكبر بين أضعاف الخطبة، ويكثر التكبير بين أضعاف الخطبة،