للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد، وبين جده فإن ابن حبان، وأبا حاتم الرازي، وصفاه بالرواية، عن أبيه، عن جده، ولم يتعرض أحد لسماعه من جده فيما أعلم فصار الحديث لهذا منقطعا، وذكره أبو الشيخ من حديث محمد بن عبيد الله، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أول من أذن في الإسلام بلال، وأول من أقام عبد الله بن زيد … . الحديث.

وأما قول الحازمي فتناقضه ظاهر - والله أعلم - وفي حديث شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: قال - صلى الله عليه وسلم -: المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة. وبنحوه حديث المعارك بن عباد، عن يحيى بن أبي الفضل، عن أبي الجوزاء، عن ابن عمر، ذكرها أبو الشيخ، وقال البيهقي: حديث أبي هريرة ليس بمحفوظ. وفيهما ترجيح لحديث عبد الله بن زيد، وفي صحيح ابن خزيمة من حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم. وفي حديث ابن مسعود عنده: قال - صلى الله عليه وسلم -: لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال، عن سحوره، فإنه يؤذن - أو ينادي - ليرجع قائمكم، ولينبه نائمكم. وفي حديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. ولم يكن بينهما إلا قدر ما يرقى هذا، وينزل هذا. وفي حديث أنيسة بنت خبيب: قال - صلى الله عليه وسلم -: إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا، ولا تشربوا. فإن كانت المرأة منا ليبقى عليها شيء من سحورها فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري. قال الإمام أبو بكر: هذا خبر اختلف فيه خبيب بن عبد الرحمن، رواه شعبة عنه، عن عمته أنيسة، فقال: إن ابن أم مكتوم، أو بلالا ينادي بليل فخبر أنيسة قد اختلفوا فيه في هذه اللفظة، ولكن قد روى الدراوردي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مثل خبر منصور بن زاذان في هذه اللفظة: إن ابن أم مكتوم ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال. وكان بلال لا يؤذن

<<  <  ج: ص:  >  >>