فعل ذلك، اللهم إلا أن يحمل ما في الصحيح على أن معاوية أمر مروان بفعل ذلك إذ يبعد في العادة استقلال مروان بذلك من غير مراجعة إمامه، وحديث ابن عباس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أفرد الإقامة فليس مني. ذكره الجوزقاني في كتابه، وقال: هذا حديث باطل، وفي إسناده من المجهولين غير واحد.
اختلف الناس في إفراد الإقامة وتثنيتها، فحكى البيهقي، عن الشافعي أنه قال: سمعت إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة يقيم فيقول: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. قال الشافعي: وحسبتني سمعته يحكي الإقامة خبرا كما يحكي الأذان.
قال البيهقي: وروينا عن عبد الله بن الزبير الحميدي، عن إبراهيم بن عبد العزيز قال: أدركت جدي، وأبي، وأهلي يقيمون فيقولون، فذكر هذه الإقامة. ثناه أبو سعيد الإسفرائيني، ثنا أبو بحر البربهاري، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي فذكره، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، ثنا أبو زرعة: أن محمد بن المسيب بن إسحاق أخبرهم ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، بخسروجرد، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، أخبرني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، أخبرني جدي عبد الملك مثله ففي بقاء أبي محذورة وأولاده على إفراد الإقامة، دلالة ظاهرة على وهم وقع فيما روي في حديث أبي محذورة من تثنية الإقامة، وأن الحديث في تثنية كلمة التكبير، وكلمة الإقامة فقط، فحملها بعض الرواة على جميع كلماتها. وفي رواية حجاج بن محمد، وعبد الرزاق، عن ابن جريج، يعني ما أسلفناه من حديثه، عن عثمان بن السائب، أخبرني أبي، وأم عبد الملك، عن أبي محذورة قال: وعلمني الإقامة مرتين، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا