متباعدتين فقال: يا ابن مسعود اذهب إليهما فقل لهما: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمركما أن تجتمعا، فيتوارى بكما .. الحديث.
قال أبو القاسم في الأوسط: لم يروه عن زياد إلا زمعة بن صالح، تفرد به أبو قرّة.
وقد جاء مقدار ذلك البعد مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر، ذكره الطبري في تهذيب الآثار، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذهب إلى حاجته إلى المغمس. قال نافع عن ابن عمر: نحو ميلين من مكة. وفي مسند السراج: أو ثلاثة. وحديث ابن عمر هذا ويعلى وأنس بن مالك مستدرك ذكرهم على الترمذي في قوله: وفي الباب عن أبي قتادة وعبد الرحمن بن أبي قراد، ويحيى بن عبيد عن أبيه، وأبي موسى، وابن عباس، وبلال بن الحارث، وجابر.
وفيه دليل على الإبعاد إذا كان في براح من الأرض، ويدخل في معناه ضرب الحجب وإرخاء الستور وأعماق الآبار والحفائر، ونحو ذلك من الأمور الساترة للعورات.
وذلك من آداب التخلي، وكذلك لا يرتفع ثوبه حتى يدنو من الأرض، والالتفات يمنة وشأمة، وتغطية الرأس وترك الكلام، والاستنجاء باليسار، وغسل اليد بعد الفراغ بالتراب، والاستجمار بثلاث، وأن يجتنب الروثَ والرمة، وأن لا يتوضأ في المغتسل، ونزع الخاتم إذا كان فيه اسم الله تعالى وما في معناه، وارتياد الموضع الدمث، وأن لا يستقبل الشمس والقمر والقبلة، ولا يستدبرها في البيوت، وأن لا يبول قائما، ولا في طريق الناس وظلّهم، والماء الراكد، ومساقط الثمار، وضفة الأنهار، وأن يتكئ على رجله اليسرى، ويتنحنح، وينثر ذكره ثلاثا.
قال الخطابي: البراز بفتح الباء: اسم للفضاء الواسع من الأرض، كَنَوا به عن