في الحديث، وليس حده الترك.
قال ابنه: يكون مثل أشعث بن سوار في الضعف؟ قال: نعم. وقال ابن معين والنسائي: ليس بالقوي. وقال البخاري: يكتب حديثه.
وقال ابن حبان: يقلب ما روى.
وقال ابن مهدي: اضرب على حديثه.
وذكر ابن عدي حديثه هذا فيما أنكر عليه، ثم قال: وهو ممن يكتب حديثه.
وقال الآجري: سألت عنه أبا داود، فقال: ضعيف، وفي موضع آخر: ليس بذاك.
وسيأتي ما للناس في حديث أبي الزبير، عن جابر من الضعف وغير ذلك عن قريب، إن شاء الله تعالى.
وأمّا قول الحاكم إثر حديث المغيرة المتقدّم: شاهده حديث إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير، فالشواهد لا يلتزم فيها الصحة من كلّ وجه.
٧٢ - حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، ثنا عبد الله بن كثير بن جعفر، ثنا كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جدّه، عن بلال بن الحارث المزني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد الحاجة أبعد.
زاد العسكري: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فخرج لحاجته، وكان إذا خرج يبعد.
ورواه في الأفراد مطولا، فذكر الشجرتين اللتين سترتاه - عليه السلام -. وقال: غريب من حديث جابر، تفرد به إسماعيل عنه.
.
وقال في العلل الكبير: سألت محمدا عن هذا الحديث - يعني المذكور في العيد - من رواية عمرو؟ فقال: صحيح، وعن حديث كثير عنه أيضا، فقال: هو أصح شيء في الباب. وبه أقول، وذكر له حديثا آخر: في الجمعة ساعة. وقال فيه: حديث غريب. وحديث فيه: الصلح جائز بين المسلمين. وقال فيه: حسن صحيح. وحديث فيه: من أحيا سنتي قال فيه: حسن. فأين الإِجماع مع مخالفة أبي عبد الله وأبي عيسى؟
وأَما أبوه عبد الله فتفرد عنه بالرواية ابنه كثير، فيما ذكره البخاري وأبو حاتم والبستي في كتاب الثقات.
ومقدار إبعاده - عليه السلام - غير مبين فيما مضى من الأحاديث، وفي الباب غير ما حديث.
من ذلك: حديث زياد بن سعد، عن أبي الزبير، حدثني يونس بن خباب الكوفي: سمعت أبا عبيدة بن عبد الله يذكر أنه سمع أباه يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنه معه مسافرين إلى مكة، إذا خرج إلى الغائط أبعد حتى لا يراه أحد، قال: فبصر بشجرتين