من طغى في الكفر، وجاوز القدر في الشر أي عظماءهم، ويجوز أن يريد به الأديان، وأما من رواه الطواغيت فزعم ابن سيده أن الطاغوت: ما عبد من دون الله تعالى. وقيل: هي الأصنام. وقيل: الشيطان. وقيل: الكهنة. وقيل: مردة أهل الكتاب. وقوله تعالى:{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قال أبو إسحاق: قيل هاهنا حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف.
وقوله تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} يعني: إلى الكاهن، أو الشيطان، وهو يقع على الواحد، والجميع، والمذكر والمؤنث، ووزنه: فعلوت؛ لأنه من طغوت، وإنما أجريت في التقدير على طيغوت؛ لأن قلب الواو عن موضعها أكثر من قلب الياء في كلامهم، نحو شجر شاك، ولاث، وهار، وقد يكسر على طواغيت، وطواغ، الأخير عن اللحياني، وفي الجامع: العرب تسمي الكاهن، والكاهنة: طاغوتا.
وفي كتاب أبي موسى المديني: هو ما زين لهم الشيطان أن يعبدوه. وفي الصحاح: هو كل رأس في الضلال، ومعنى قوله: سقيت: أي صب عليها الماء مرة بعد أخرى، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: صبوا عليه سجلا من ماء - والله أعلم -.