للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الشعيثي الذي أبرزه أبو محمد عبد الحق، فهو ثقة عند جماعة منهم: دحيم، والمفضل بن غسان، فصح على هذا إذا الحديث، ولقائل أن يقول: ليس الأمر على ما ذكرت، وذلك أنه حديث منقطع، والمنقطع لا يكون صحيحا، وبيانه عدم اتصال ما بين زفر، وحكيم الذي أشار إليه ابن حبان بقوله: روى عن حكيم، إن كان سمع منه، وهذا وإن كان ظنا لا يقينا، فإنه يخدش في الاتصال؛ لكوننا لم نعرف مولده ليتضح سماعه منه، أو عدمه، ولأنا لم نره صرح بسماعه منه، وإن لم يتهم بتدليس فغير كاف وجداننا روايته عنه مع هذا الخدش، والله تعالى أعلم.

وقد وجدنا دحيما لما ذكره نبه، وأوضح ما استبهم علينا من حاله بقوله: لم يلق حكيما، وأما ما ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر من أن وكيع بن الجراح رواه عن الشعيثي، عن القاسم بن عبد الرحمن المزني، عن حكيم، وكذا قول الدارقطني: رواه عن حكيم: العباس بن عبد الكريم فغير مجد؛ لعدم ذكر هذين في شيء من التواريخ جملة فيما أعلم.

وحديث عبد الله بن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم، رواه البزار، وقال: ليس لهذا الحديث أصل من حديث عبد الله، وفي كتاب أبي نعيم من حديث الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه عنه مرفوعا: من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه، وفي المستدرك من حديث خارجة بن الصلت البرجمي قال: دخلت مع عبد الله، فإذا القوم ركوع، فركع فمر رجل فسلم عليه، فقال عبد الله: صدق الله، ورسوله إنه كان يقول: لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا … الحديث.

وقال فيه: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وخرجه ابن خزيمة في صحيحه

<<  <  ج: ص:  >  >>