وحديث عائشة عند مسلم قالت: رأيت الحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، وكذا حديث حسان، وقوله لعمر: كنت أنشد فيه الشعر، وفيه من هو خير منك.
وحديث سهل بن سعد في التلاعن وأنهما تلاعنا في المسجد إلى غير ذلك من الأحاديث المبيحة لما حظر أولا، فحملها بعضهم على الإباحة وألا منع، وأن الأولى تنزيه المساجد، وأن لا يجعل ذلك ديدنا فيها، ودفعها بعضهم جملة، لكونها معلولة، وفرق ابن خزيمة في صحيحه بين إنشاد الشعر الجائز إنشاده، وبين الممنوع من إنشاده.
غريبه: أنبض القوس: مثل: أنضبها: جذب وترها لتصوت، وأنبض بالوتر كذلك، وأنبض الوتر أيضا: جذبه بغير سهم، ثم أرسله عن يعقوب.
قال اللحياني: الإنباض: أن يمد الوتر ثم يرسله فيسمع له صوت، وفي المثل: لا تعجل بالإنباض قبل التوتير، مثل في استعجال الأمر قبل بلوغ أناه، وقال أبو حنيفة: أنبض في قوسه، ونبض أصاتها، وأنشد:
لئن نصبت لي الروقين معترضا … لأرمينك رميا غير تنبيض
.
أي: لا يكون ترعى تنبيضا وتنقيرا، يعني: لا يكون توعدا بل إيقاعا، ذكره ابن سيده، وأنشد بعضهم شاهدا عليه قول مهلهل:
انبضوا معجس القسي وأوعدنا … كما توعد الفحول الفحولا