ينشد ضالة في المسجد فغضب، وسبه فقال رجل: ما كنت فحاشا قال: إنا كنا نؤمر بذلك، رواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث عاصم، عن أبي عثمان عنه، وحديث أنس بن مالك: أن رجلا دخل المسجد ينشد ضالة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا وجدت، رواه أبو قرة موسى بن طارق السكسكي في سننه عن موسى بن عقبة، عن عمرو بن أبي عمرو، عنه.
يقال: نشدت الضالة: إذا طلبتها، وأنشدتها: إذا عرفتها هذا هو الفصيح، وحكى اللحياني في نوادره: نشدت الضالة نشدة، ونشدة، ونشدانا أي: طلبتها، وأنشدتها، ونشدتها: إذا عرفتها، وأنشدت الضالة: أنشدها إنشادة، إذا عرفتها، وقال الأصمعي: في كل شيء رفعت به صوتك، فقد أنشدت به ضالة كانت أو غيرها، وفي المجرد لكراع: نشدت الضالة طلبتها، وأنشدتها بالألف عرفتها لا غير، وكذا قال أبو عبيد في الغريب المصنف، وأنشد لأبي دؤاد:
ويصيخ أحيانا كما استمع … المضل لصوت ناشد
.
كذا ذكره، ولم أجده في نسختي من شعر أبي دؤاد التي هي بخط ابن الطبال.
قال الأصمعي: يقال في الناشد هنا أنه المعرف، ويقال: بل الطالب؛ لأن المضل يشتهي أن يجد مضلا مثله ليتعزى به، وفي المحكم أنشدها: استرشد عنها، زاد القزاز: نشدتها أنشدتها نشدا، وأنا ناشد، وأنشدتها إنشادا، وأنا منشد.
وأما من قال في بيت أبي دؤاد أنه المعرف، فليس كذلك؛ وإنما هو الطالب، واستدل قوم على أن المنشد الطالب بقوله - صلى الله عليه وسلم - وذكر مكة شرفها الله تعالى: ولا تحل لقطتها إلا لمنشد، قالوا: معناه: لا تحل لقطتها إلا لطالبها، وهو ربها، وهو الأفصح على ما ذكرنا؛ لأن الطالب إنما يقال له: ناشد، ولا يقال له: منشد يدل