للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سماعه ذلك فيه كما قاله المكي؛ بل أطلق، فيحتمل أن يكون قد سمعه أنس من بعض الصحابة فرواه عنه رواية مرسلة، ومرسل الصحابة حجة.

٤٧ - حدثنا نصر بن علي الجهضمي وبكر بن خلف وعقبة بن مكرم قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى، ثنا بشر بن رافع عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة - أن النبي - صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يفتتح القراءة بالحمد لله رب العالمين.

هذا حديث قال فيه أبو عمر في كتاب الإنصاف: بشر بن رافع عندهم منكر الحديث قد اتفقوا على إنكار حديثه، وطرح ما رواه وترك الاحتجاج به، ولا يختلف علماء أهل الحديث في ذلك، والذين يروون عن بشر: حاتم بن إسماعيل وعبد الرزاق وصفوان بن عيسى، ولو صح حديثه احتمل من التأويل أنه كان يفتتح بها دون غيرها من السور ولم يقل دون البسملة؛ لأن البسملة في أوّل كل سورة مثبتة في المصحف.

ورواه عبد الواحد بن زياد - يعني: من عند مسلم - وهو منقطع، فإنّ مسلما قال في أوّله: حدثت عن يحيى بن حسان ويونس بن محمد المؤدب وغيرهما قالوا: أنبأنا عبد الواحد به، ووصله البزار فقال: ثنا محمد بن مسكين اليمامي، عن يحيى بن حسان، وقال أبو نعيم: ثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا ابن عسكر ثنا يحيى بن حسان ثنا عبد الواحد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا نهض في الثانية استفتح القراءة بالحمد لله، ولم يسكت قال أبو عمر: وهذه رواية يغني ظاهرها عن الكلام فيها. انتهى كلامه وفيه نظر في مواضع:

الأوّل: قوله: ولا يختلف علماء أهل الحديث في ذلك ليس جيدا؛ لأنه ممن

<<  <  ج: ص:  >  >>