حدثنا محمد بن الصباح، أنبأنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور، قال جبير في غير هذا الحديث: فلما سمعته يقرأ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} إلى قوله: {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} كاد قلبي يطير.
هذا حديث خرجاه بغير هذه الزيادة، وفي لفظ للبخاري: قرأ في المغرب بـ الطور، ولما رواه البزار بزيادة: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أهل بدر، فسمعته يقرأ في المغرب وهو يؤم الناس بـ الطور وكتاب مسطور، قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا جبير بن مطعم، ولا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجه أنه قرأ في المغرب بالطور إلا في هذا الحديث، انتهى كلامه، وفيه نظر، لما ذكره أبو موسى المديني في كتاب المعرفة تأليفه من حديث المستغفري عن الخليل بن أحمد، أنبأنا ابن زيرك، ثنا يحيى بن يونس، ثنا الحسن أبو علي البصري، ثنا الفضل بن موسى، ثنا ابن أخي سعد بن إبراهيم، عن الزهري قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج، سمعت عبد الله بن الحارث بن نوفل، يقول: آخر صلاة صليتها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب، فقرأ في الأولى بـ الطور، وفي الثانية بـ قل يا أيها الكافرون.
وفي كتاب الطحاوي: يجوز أن يكون يريد بقوله: قرأ بالطور قرأ ببعضها، وذلك جائز في اللغة، يقال: فلان يقرأ القرآن، إذا قرأ بعضه.
قال: والدليل على صحة ذلك ما روى هشيم، عن الزهري، عن محمد بن جبير