ابن مطعم، عن أبيه، قال: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - لأكلمه في أسارى بدر، فانتهيت إليه وهو يصلي بأصحابه صلاة المغرب، فسمعته يقول:{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} فكأنما صدع قلبي.
قال أبو جعفر: فبين هشيم القصة على وجهها، وأخبر أن الذي سمعه:{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} لا أنه سمع الطور كلها، انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لما تقدم من عند ابن ماجه، ولما في مسند السراج بسند صحيح: يقرأ في المغرب: {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ}، قال: فأخذني من قراءته كالكرب، وكان ذلك أول ما سمعت من أمر الإسلام.
وفي قوله: هشيم عن الزهري، نظر، لما ذكره أبو القاسم في الصغير: ثنا يعقوب بن غيلان العماني، ثنا سعيد بن عروة الربعي البصري، ثنا هشيم، أنبأنا إبراهيم بن محمد ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده فذكره، وقال: لم يروه عن إبراهيم إلا هشيم، تفرد به سعيد بن عروة، وهو ثقة، ولا نحفظ لإبراهيم بن محمد حديثا مسندا غير هذا، وفي قوله:(فأتيت إليه وهو يصلي) نظر أيضا لما في كتاب ابن سعد من حديث نافع ابنه عنه قال: قدمت في فدي أسرى بدر، فاضطجعت في المسجد بعد العصر، وقد أصابني الكرى، فنمت، فأقيمت صلاة المغرب، فقمت فزعا بقراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المغرب:{وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} فاستمعت قراءته حتى خرجت من المسجد، وكان يومئذ أول ما دخل الإسلام قلبي.
وفي رواية شعبة، عن سعد بن إبراهيم سمعت بعض إخوتي، عن أبي، عن جبير: فقرأ بالطور، فكأنما صدع عن قلبي، وفي لفظ: صدع قلبي.