ضرب بيديه على الحائط، فمسح وجهه، ثم ضرب ضربة أخرى بيده على الحائط فمسح ذراعيه، ثم رد على الرجل السلام، وقال: إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني لم أكن على طهر.
وقال: لم يروه بهذا التمام عن نافع إلا محمد بن ثابت، وسيأتي له مزيد بيان في كتاب التيمم، وأن أبا داود خرجه.
ورواه الإِمام الشافعي - رحمه الله تعالى - في مسنده، عن إبراهيم بن محمد: أخبرني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر: أن رجلًا مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول، فسلم عليه الرجل، فرد عليه السلام، فلما جاوزه ناداه النبي - عليه السلام - فقال: إنما حملني على الردّ عليك خشية أن تذهب فتقول: إني سلّمت على النبي - عليه السلام - فلم يرد علي، فإذا رأيتني على هذه الحالة، فلا تسلم علي، فإنك إن تفعل لا أردّ عليك.
وهذا لو صح إسناده، وسلم من إبراهيم لكان مخالفًا للأول، ولَكنّه عدم الصحة، وقد وقع لنا من طريق سالمة من إبراهيم، ذكرها البزار في مسنده، فقال: ثنا سعيد بن سلمة، ثنا أبو بكر، فصح الحديث والمخالفة؛ ولهذا، ولكن حديث مسلم أصح، ولعلّه كان ذلك في موطنين، وإنما قال ذلك لأجل المعارضة الظاهرة.
واعترض عليه أبو الحسن بن القطان بأن قال: ما قاله عبد الحق تصحيح للخبر مطلقا نطقا لا سكوتا، وإن كان رجح عليه حديث مسلم، فقد يُرجح في ذلك، والتمس له مخرجًا بجعله إيّاه في موطن آخر وقصة أخرى.
وهذا الذي ذكره في أبي بكر ينبغي أن يتوقف فيه؛ فإنه لا يعلم منه أكثر من أنه من ولد عبد الله بن عمر؛ فمن أين له هذا النسب؟ وأنّه الذي روى عنه مالك، وقد كان مانعا له من أن يقول ذلك، لو ثبت أنَّ الذي في الإِسناد يروى عن نافع، والذي توهمه أنه معلوم