حديث صحيح الإِسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وشواهده عن أبي سفيان، عن أبي نضرة كثيرة، فقد رواه أبو حنيفة وحمزة الزيات وأبو مالك النخعي، وأشهر إسناد فيه حديث ابن عقيل، انتهى.
وفيما قاله نظر؛ وذلك لأن أبا طريف لم يخرج مسلم له شيئا، وسيأتي الكلام على ضعفه، ورواه البزار في مسنده، عن علي بن المنذر، نا محمد بن فضيل، نا أبو سفيان به زاد: في كل ركعة قرأ بفاتحة الكتاب وسورة، قال: وهذا الكلام لا نعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا أبو سعيد بهذا الإِسناد، وإن كان همّام قد روى عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أن نقرأ في الصلاة بفاتحة الكتاب وما تيسر، فحديث همام يؤيّد حديث أبي سفيان، وإن كان بغير لفظه. انتهى.
وخرّجه الدارقطني بلفظ: مفتاح الصلاة الوضوء.
أبو سفيان اسمه طريف بن شهاب الأشل. وقال البخاري: كان عطارديا، وقال أيضا: أبو معاوية طريف بن سعد، ويقال: طريف بن سفيان، وجمع أبو عمر بين السع ي والعطاردي، وهو الصحيح؛ لأن عطارد هو من عوف بن كعب بن سور بن زيد مناه بن تميم، وقال: أجمعوا على أنّه ضعيف الحديث. انتهى.
وأبو إسحاق الحربي يفهم من كلامه غير ما قاله أبو عمر، وذلك أنه لما ذكره في كتاب العلل، قال: ليس هو أوثق الناس، وتقدّم تصحيح الحاكم حديثه.
وقال ابن عدي: أسانيده مستقيمة، وفي كتاب الدارقطني: حديث عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث ابن عقيل، وإسناده لا بأس به، وذلك أنه رواه عن محمد بن عمرو بن البختري، قال الخطيب: كان ثقة ثبتا عن أحمد بن الخليل، وقد وثّقه النسائي والحاكم، ومحمد بن نعيم الضبيّ، عن الواقدي