ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر.
ذكر الخلال أن أحمد بن حنبل لماَّ ذكر له هذا الحديث أعجبه واستحسنه من حديث الأنصاري، وفي الأوسط من حديث عمرو بن مرّة، عن أبي معمر عن عقبة بن عمرو قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: سووا المناكب وأقيموا الصفوف، ولا تختلفوا فيختلف بكم وقال: لم يروه عن عمرو إلا محمد بن جابر، تفرد به إسحاق بن إسرائيل عن أبيه، وهو في صحيح مسلم.
قال أبو محمد بن حزم: قوله: أو ليخالفن الله بين وجوهكم، هذا وعيد شديد، والوعيد لا يكون إلا في كبيرة، وقوله: فإن تسوية الصف من تمام الصلاة إذا كان من إقامة الصلاة فهو فرض؛ لأن إقامة الصلاة فرض، وما كان من الفرض فهو فرض.
وعند أبي حنيفة والشافعي ومالك: هو من سنة الصلاة، وقوله: أو ليخالفن الله بين وجوهكم، قال النووي: الأظهر معناه: يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب، كما يقال: تغير وجه فلان علي: أي ظهر لي من وجهه كراهة في، وتغير قلبه علي؛ لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن، وكان لعمر وعثمان رجال، وكلهم بتسوية الصفوف.