للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلي خلف الصف وحده فقال: أيها المصلي وحده، ألا تكون وصلت صفًا، فدخلت معهم أو اجتررت في صلاتك رجلًا، إن كان ضاق بك المكان أعد صلاتك فإنه لا صلاة لك.

ومن حديث أشعث بن سوار عن بكير بن الأخنس، عن حنش بن المعتمر، عن وابصة بالأول، وفي العلل للخلال: قال إسحاق بن إبراهيم: سألت أبا عبد الله، عن حديث الحماني، عن النضر أبي عمر الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده فقال: هذا منكر أو باطل وقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: أي شيء أحسنها إسنادا؟ قال: حديث شعبة عن عمرو بن راشد عن وابصة.

وفي الأوسط: قال أبو القاسم: لا يروى عن ابن عباس إلّا بهذا الإسناد، تفرد به الحماني.

ومن حديث عبد الله بن محمد بن القاسم العبادي البصري: ثنا يزيد بن هارون أنبأ ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة: رأى النبي صَ َّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا يصلي خلف الصفوف وحده، فقال: أعد الصلاة لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا السند، تفرد به العبادي.

وفي كتاب الخطابي: اختلف أهل العلم فيمن صلى خلف الصف وحده، فقالت طائفة: صلاته فاسدة على ظاهر الحديث، هذا قول النخعي وأحمد وإسحاق، وحكوا عن أحمد أو عن بعض أصحابه أنه إذا افتتح صلاته منفردًا خلف الإمام فلم يلحق به أحد من القوم حتى رفع رأسه من الركوع فإنه لا صلاة له، ومن تلاحق به بعد ذلك فصلاتهم فاسدة وإن كانوا مائة أو أكثر.

وقال مالك، والأوزاعي، والشافعي: صلاة المنفرد خلف الإمام جائزة، وهو قول أبي حنيفة وتأولوا أمره إياه بالإعادة على الاستحباب دون الإيجاب.

وفي حديث أبي بكرة، وركوعه دون الصف دلالة أنّ صلاة المنفرد خلف الصف جائزة؛ لأن جزءا

<<  <  ج: ص:  >  >>