ونحن منعنا البحر أن تشربوا به … وقد كان منكم ماؤه بمكان
وقال جرير:
اعطوا هنيدة تحدوها ثمانية … ما في عطائهم من ولا سرف
كومًا مهاريس مثل الهضب لو وردت … ماء الفرات لكاد البحر ينتزف
وقال الكميت:
أناس إذا وردت بحرهم … صوادي العرائب لم تضرب
وقد أجمع أهل اللغة أن اليم هو البحر، وجاء في التنزيل {فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} قال أهل التفسير: هو نيل مصر، وفي كتاب الجمهرة لابن دريد: والعرب تسمي الماء الملح والعذب بحرًا إذا كثر، وفي التنزيل:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} يعني الملح والعذب. وفي كتاب الغريب لابن قتيبة: سئل ابن عباس عن الوضوء بماء البحر، فقال: هما البحران لا تبال بأيهما توضأت، والله أعلم.
ذكره الأجدائي في كتاب الكفاية التي قرأتها على علامة وقته وشيخ مشائخ البلاد أبي حيان عن ظهر قلب في مجلس واحد، وأخبرني بها عن الشيخ الصالح المقرئ رشيد الدين عبد النصير بن علي الهمداني وغيره، عن أبي الفضل جعفر بن أبي البركات، وأنبأني بها جماعة من أصحاب جعفر عنه، عن أبي الفتح رضوان بن مخلوف، عن أبي الحسن علي بن الحسن بن حفص القرشي سماعًا من والده. وعن أبي محمد عبد الله ابن المؤلف لها أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الطرابلسي، كلاهما عن مؤلّفها أبي إسحاق، قال: والبحر: الماء الكثير المتسع، عذبًا كان أو ملحا، وإنما سمي بحرا لكثرة مائه.
ومن أسمائه: اليم، والدأماء، والمهرقان، وحصارة، والقاموس: وسطه، وغواريه: أمواجه، والحال: طينه وترابه، والعبر: ساحل البحر وهو الشّط، والشاطئ، والسيف، والضف، والضفة، والجد، والجدة، والغيقة، ويقال: ماء زَغْرَبَ، وماء تليذم، وماء خضرم؛ إذا كان كثيرا متسعًا، وفي الغريب المصنف: والبلاثق: الماء الكثير، وفي كتاب الألفاظ لابن