السكيت: وكذلك ماء سُعر، وسعبر، وطيس، وطيسل، وأديب، وجوار على فعال أي: كثير.
وفي كتاب تثقيف اللسان للحميري: ولا يقولون بحرا إلَّا لما كان ملحًا خاصة، والبحر يقع على الملح والعذب. انتهى كلامه.
وفيه نظر من حيث عيبه على من يقول ذلك من الناس، ولا عيب عليهم؛ لما أسلفناه من قول جماعة من أهل العلم باللغة، والله أعلم.
وأما السائل، فزعم السمعاني أنه العركي، قال: وهو اسم يشبه النسبة، والله أعلم. انتهى.
وفيه نظر من حيث جعله اسما، وليس كذلك، بل هو نعت لمن كان صيادًا، وقد سبق بيان ذلك في الكتاب الموسوم بـ رفع الارتياب في الكلام على اللباب، وملخصه ما ذكره القزاز وغيره، والعروك: الصيادون، والواحد: عركي، قال زهير:
يغشى الحداة بها رعث الكثيب كما … يغشى السَّفائن موج اللجة العرك
وكتب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لقوم من اليهود: أنّ عليكم ربع ما أخرجت نخلكم، وربع ما صاد عروككم، ويزيد ذلك وضوحا قول البغوي: قيل: اسمه عبد، كما أسلفناه، واختلف في الوضوء من ماء البحر؛ فكره الوضوء منه جماعة، منهم: أبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبو العالية فيما ذكره ابن أبي شيبة في المصنف.
وفي الإشراف عن ابن المسيب: إذا ألجُئت إليه توضأ منه. وقد انعقد الإِجماع على جواز الوضوء منه فيما حكاه ابن عبد البر، وإنما كره الوضوء منه من كرهه لما روي في بعض الأحاديث من أنّ الله تعالى يسقط فيه الكواكب يوم