للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: جهالة يعقوب وأبيه سلمة، فإني لم أر أحدا تعرّض لذكر حالهما، وأما ما ذكره ابن سرور في باب سلمة من قوله: روى عنه ابنه يعقوب، ومحمد بن موسى الفطري وأبو عقيل يحيى بن المتوكل فوهم منه، وقد ذكره في باب يعقوب على الصواب، ولو كان ما قاله صحيحا لخرج سلمة من جهالة العين برواية جماعة عنه، وليس الظاهر كذلك، وإنّما تبع عبد الغني في ذلك ابن أبي حاتم حيث قال: سلمة الليثي، روى عن أبي هريرة، روى عنه ابنه يعقوب، وروى عنه محمد بن موسى وأبو عقيل، فاعتقد أنّ الضمير في روى عن محمد بن موسى عائد على سلمة، وإنما هو يرجع إلى يعقوب، يفهم ذلك من قوله روى مرتين، على أنّ هذا لا بد فيه من تعسف؛ إذ الاصطلاح غيره.

وأما البخاري فذكره في الكبير على الصواب، وتبعه على ذلك غير واحد من المتأخرين.

الثالث: قوله: يعقوب بن أبي سلمة، وليس صحيحا؛ إذ لو كان ابن أبي سلمة لكان صحيحا كما زعم، ولكنه ليس به، ولم يقل أحد ما قاله غيره بغير متابع له عليه، وممن رواه كرواية ابن ماجه: أبو داود، والترمذي في العلل، والدارقطني والإِمام أحمد بن حنبل، والطبراني في المعجم الكبير، وفي الأوسط، وقال: لم يروه عن يعقوب إلا الفطري، وغيرهم.

ويشبه أن يكون وقع ذلك منه لاعتماده على حفظه، فإن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون أجول على الذهن من يعقوب بن سلمة، فانتقل ذهنه من هذا إلى هذا، وأكّده بذكر أخيه، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>