عباس، أو حديث أبي هريرة؟ قال: هما جميعا، الاستنثار أشد تأكيدا، وذكر حديث ابن أبي ذئب عن قارظ، فرأيته يزعم كأنه حديث يعمل عليه، وفي كتاب الخلال: قيل لأحمد: قال عليه السلام: ثنتين بالغتين، قال: ذاك في إسناده شيء. انتهى.
ولا معارضة بين القولين، والله أعلم.
ولما ذكره الإشبيلي قال: قارظ هو ابن شيبة، وهو لا بأس به، والصحيح ما تقدّم من الأمر بالوتر بالاستنثار.
قال أبو الحسن بن القطان: لم يعتل على هذا الحديث بأكثر من هذا، وحكمه على قارظ بأنه لا بأس به، وعلى الحديث بالضعف تعيين لتضعيفه أبا غطفان؛ لإِبرازه إياه، وأبو غطفان هو ابن طريف بن مالك المري، يروي عن أبي هريرة وابن عباس، روى عنه داود بن حصين وقارظ، وكانت له بالمدينة دار عند دار عمر بن عبد العزيز، أخرج له مسلم، وقال الدوري، عن ابن معين فيه: ثقة، وقارظ بن شيبة هو أخو عمر بن شيبة من بني ليث بن كنانة، حلفاء قريش.
قال النسائي: لا بأس به، مات في خلافة سليمان بن عبد الملك بالمدينة. قاله أبو حاتم، وبقية من في الإِسناد لا يسأل عنهم، فإنّهم أئمة.
ووظيفة المحدّث النظر في الأسانيد من حيث الرواة والاتصال والانقطاع.
فأما معارضة هذا المتن ذاك الآخر وأشباه ذلك، فليس من نظره. انتهى كلامه.
ويشبه أن يكون لكلام أبي محمد وجه، وذلك أن الدارقطني ذكر عن ابن أبي داود: أبو غطفان رجل مجهول، فيحتمل أن يكون ذلك هو الذي اعتل به على