وأمّا قول البيهقي في المعرفة: لا نعلم خلافًا بين أهل العلم في سماع عمرو من أبيه، وإنّما الخلاف في سماع شعيب من جدّه عبد الله.
وقد ذكرنا في مسألة الجماع في الإحرام ما دلّ على سماع شعيب من عبد الله بن عمرو، وما نذكره بعد من الخلاف، يرد عليه قوله، والحمد لله وحده.
الرابع: ذكر العقيلي عن يحيى: حديث عمرو كتاب، إنما هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله، وهو يقول: أبي عن جدّي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمن هنا ضُعّف أو نحو هذا.
وقال الدوري عنه: إذا حدّث عمرو عن أبيه فهو كتاب، وفي كتاب الطبقات للبرقي: كانوا يرون ما روى عن أبيه، عن جدّه كتابا.
وقال أبو زرعة: إنّما أنكروا عليه أنه روى صحيفة كانت عنده، وكان مغيرة بن مقسم لا يعبأ بصحيفة عمرو، وقال: ما يسرني أن صحيفته عندي بتمرتين أو بفلسين.
وفي كتاب الساجي: عن أبيه عن جده - لا حجة فيه، وليس هو بمتصل، وهو ضعيف من قبل أنه مرسل، وجد شعيب كتب عبد الله بن عمرو، فكان يرويها عن جدّه إرسالًا، وهي صحاح عن ابن عمرو، غير أنه لم يسمعها.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة الأوسط: سئل يحيى عن حديث عمرو، عن أبيه، عن جدّه، فقال: ليس بذاك، قال: وسمعت هارون بن معروف، يقول: لم يسمع عمرو من أبيه شيئًا، إنما وجده في كتاب، وبنحوه قاله الترمذي.
وقال ابن حبان في كتاب الثقات: شعيب يروي عن ابن عباس، روى عنه ابنه عمرو، ويُقال: إنه سمع جدّه عبد الله، وليس ذلك بصحيح عندي.
١٥٥ - حدثنا أبو إسحاق الشّافعي إبراهيم بن محمد بن العباس، ثنا سفيان، عن عمرو سمع كريبًا سمعت ابن عباس يقول: بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ من شنة وضوءًا يقلله، فقمت، فصنعت كما صنع.