الأوزاعي وبين أشياخه الثقات قومًا روى عنهم الأوزاعي، وهم عند الوليد ثقات، وكان غيره يضعفهم، فلا يكون بعلمه المذكور مضعفا. والله أعلم. انتهى كلامه.
وفيه نظر من وجوه:
الأوّل: قوله: الوليد لم يقل في هذا الحديث: ثنا، ولا ذكر عن حريز أنّه قال ذلك، وهو ذهول شديد عن الكتاب الذي نقل منه، أعني كتاب السنن، فإنّ لفظه: ثنا محمود بن خالد ويعقوب بن كعب الأنطاكي، عن الوليد، عن حريز، عن عبد الرحمن، عن المقدام، ثم قال: قال محمود: أخبرني حريز، ثم رواه بعدّ عن محمود، وهشام بن خالد، قالا: ثنا الوليد بهذا الإِسناد، قال: ومسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما، زاد هشام: وأدخل أصابعه في صماخ أذنيه، فأحال أبو داود على الإسناد الأول.
وقد صَرح محمود فيه بقول الوليد: أخبرني حريز، وروى أبو المغيَرة، عن حريز قال: حدّثني عبد الرحمن بن ميسرة قال: سمعت المقدام .. فذكره، وفيه: ثم مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما.
فعلى هذا الحديث إسناده واحد، اختلف في بعض ألفاظه، وفي اختصاره وإكماله، فإذا كان واحدا فبرواية محمود عن الوليد يزول التدليس، وبرواية أبي المغيرة عن حريز تزول التسوية، وكذلك رواه أبو جعفر الطحاوي، عن محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا حريز بن عثمان، وكذا أسلفناه من عند ابن ماجه.
الثاني: عيبه الوليد بالتدليس والتسوية، وهو كما قال، ولكن وقع لنا من غير روايته، ذكرها بعد هذا الحديث أبو داود أيضا: من حديث الإمام أحمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز، قال: حدّثني عبد الرحمن، سمعتَ المقدام .. فذكره بلفظ: فمسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما.