تابع الوليد على روايته، فكأنّ روايته لم تكن، فإن اعترض معترض بأنّ حديث الوليد فيه ذكر الصماخ، وهذا لا ذكر له فيه، فالجواب ما أسلفناه من أنّه حديث واحد، اختلف في اختصاره وإكماله، وأنه روي بالمعنى، فإدخال أصبعه لمسح باطن الأذنين هو معنى قوله: وأدخل أصابعه في صماخ أذنيه.
ويوضح ذلك قول الطبراني في الكبير إثر حديث أبي المغيرة، ثنا هاشم بن مرثد، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، عن حريز، عن ابن مَيسرة، عن المقدام مثله، ويؤيده حديث الربيع: وأدخل إصبعيه في جحري أذنيه.
.
.
الخامس: سكوته عن علة إن صحت كانت قادحة، بخلاف ما ذكره من العلل، ذكرها العسكري أبو أحمد، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي أن المقدام بن معديكرب وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقام بالمدينة أربعين يوما ثم هلك، فعلى هذا يكون حديث عبد الرحمن بن ميسرة عنه منقطعًا؛ لأنه ليس صحابيًا، وإنما وفدت الوفود سنة تسع، والله أعلم.
ولما ذكر أبو عيسى حديث ابن عباس قال: وفي الباب عن الربيع، وأغفل حديث الباب وحديثًا ذكره ابن وهب في مسنده، فقال: ثنا أسامة بن زيد الليثي، عن عطاء بن أبي رباح: أنّ عثمان مسح على باطن أذنيه وظاهرهما، وقال: هكذا رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ.
وذكره أيضًا القاضي أحمد بن علي في مسنده، وهو قطعة من حديث تقدم الكلام عليه قبل من هذه الطريق المنقطعة، ومن حديث عامر بن شقيق، عن أبي وائل عنه، وحديثًا عند أبي عوانة من جهة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أنّ رجلا أتى نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف الطهور؟ فدعى النبي - - عليه السلام - - بماء فتوضأ فأدخل أصبعيه السبابتين أذنيه، فمسح بإبهاميه باطن أذنيه، وبالسبابتين ظاهر أذنيه.