أنه - عليه السلام - مسح، ومسك مسبحتيه لأذنيه ذكر ذلك أبو زيد، وفي حديث عبد الله بن زيد المصحح إسناده عند البيهقي دلالة واضحة للشّافعي، وهو: وأخذ لأذنيه ماء خلاف الماء الذي أخذ لرأسه.
وذكره أبو عبد الله بن البيع في النوع الخامس والعشرين من علوم الحديث بسند صحيح، أنبأنا بذلك المسند المعمر أبو النون الدبوسي بقراءتي عليه، عن ابن المقرئ، أنبأنا الحافظ محمد بن ناصر السلامي عن ابن خلف أنا الحاكم قراءة عليه، قال: أنا أبو علي الحافظ، ثنا أبو الطاهر المديني بمصر، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن الحارث، عن حبان بن واسع، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد، فذكره، وقال: هذه سنة غريبة تفرد بها أهل مصر، ولم يشركهم فيها أحد.
ورواه الترمذي بهذا الإسناد بلفظ: مسح رأسه بماء غير فضل يديه وقال: حسن صحيح. كذا قالَ: مسح رأسه ولم يذكر الأذنين.
وكذا حديث مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان إذا توضأ يعيد إصبعيه في الماء فيمسح بهما أذنيه.
وقال عبد الحق: روى هذا ابن جارية، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: تجديد الماء للأذنين، وهو ضعيف، وزعم ابن القطان أنه حديث لا وجود له أصلًا.
وقال أبو عمر: وقول أبي ثور في ذلك كقوله سواء. وقال أحمد بن حنبل كقول مالك. وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه: الأذنان من الرأس يمسحان مع الرأس بماء واحد.
وروي عن جماعة من السلف من الصحابة والتابعين مثل هذا القول. وقال ابن شهاب: الأذنان من الوجه. وقال الشعبي: ما أقبل منهما من الوجه، وظاهرهما من الرأس، وبه قال الحسن بن حي وابن راهويه.