البزار، عن عمرو بن علي، عن أبي داود، ثنا أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عنه قال - عليه السلام -: ويل للأعقاب من النار، وقال: لا نعلمه يروى عن مُعيقيب إلا بهذا الإِسناد.
وقال الترمذي في كتاب العلل: قال البخاري: وحديث أبي سلمة عن مُعَيقيب ليس بشيء كان أيوب لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه؛ فلا أحدّث عنه، وضعّفه جدا.
ولما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث قال: إنّما هو عن يحيى، عن سالم سبلان عن عائشة، ومنهم من يقول: يحيى، عن أبي سلمة، عن سالم، عن عائشة.
وحديث الأعمى ذكره الشّافعي في مسنده. فقال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأعمى يتوضأ: بطن القدم، فجعل الأعمى يغسل بطن القدم، ولا يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- فَسُمِّى البصير.
وقال الثعلبي في تفسيره: فسمي أبا غسِيل، ورواه أبو موسى في معرفة الصحابة من حديث محمد بن محمود وله صحبة.
وحديث أبي سعيد الخدري ذكره أبو إسحاق الشيرازي في كتاب غسل الرجلين؛ الذي قرأته على الشيخ المسند المعمر علي بن الصلاح - رحمة الله عليه - أخبركم الحافظ صدر الدين إجازة إن لم يكن سماعًا، عن أبي القاسم عبد المحسن بن عبد الله الحافظ الخطيب الطبري، أنا والدي أنا الإمام أبو إسحاق، وأنبأنا به عاليا أبو البدل، عن ابن المعز، عن أبي يعقوب عنه.
ويشَبه أن يكون في كلامه نظر؛ لأنّ حديث أبي سعيد ذكره الدارمي، وليس فيه إلَّا إسباغ الوضوء، ولا ذكر للأعقاب فيه، والله أعلم.
وفي حديث أبي أمامة وأخيه وأبي ذر وأبي سعيد والأعمى - ردّ على أبي عيسى إذ أغفلهم، والله أعلم.